قاهرة أيّ أيّ، ملكة ألعاب كرة القدم، كنت متحمسًا لها بشكلٍ جنوني قبل أن ألعبها. أتذكر لِمَ لا يجب أن نتحمس لأيّ لعبةٍ في العالم. نعم، نزلت يو اف ال، لكن ليس بشكلٍ رسميّ، بل بنسخة بيتا، يعني نسخةً لا تزال قيد التطوير، قابلة للتجربة لمدة يومين. جربتها، وقلت: "لازم أُعمل فيديو اتكلم عن تجربتي عنها".
لأنّ الواحد لما ينظر لهيك ألعاب، بيحسّ إنّه نحن كنا ظالمين ألعاب أخرى.
بصراحةٍ، لايكٌ واشتراكٌ بالقناة لو ما كنتم مُشتركين، وخلينا نبدأ بالحديث عن يو اف ال.
فيديو ألاعلان عن البيتا
فكرةٌ بسيطةٌ، تنفيذٌ مُخيبٌ
يو اف ال تأتينا بفكرةٍ بسيطةٍ جدًا، تُركز على تطوير فريقك الخاص مثل "التيمت تيم"، يعني بحيث تبدأ بتسمية الفريق واختيار القائد، ثم راح تلاقي أنّ فريقك ما فيه إلا هذا القائد، طاقاته مرتفعة، وبقية اللاعبين مستوياتهم ضعيفةٌ.
فأنتَ هون بتبدأ تلعب مبارياتٍ وترفع مستوىك، وتجمع فلوسٍ مشان تُطوّر فريقك، بكلّ بساطة هذه هي لعبة يو اف ال وهذه فكرتها.
لكن تعالوا نشوف كيف نفذوا هالفكرة:
مُظهرٌ مُذهلٌ، لعبٌ مُتذبذبٌ
من النظرة الأولى على يو اف ال راح تبدو لك أنّها لعبةٌ قويةٌ نظراً للاهتمام العالي بجودة الجرافيكس والمظهر البصري، واللي بصراحةٍ أبهروني كلعبه مجانيةٍ.
أفضل من أيّ مستوىٍ وصلت له "أي فوتبول" مؤخرًا، بل وبتنافس "اف سي" من هالناحية. الجرافيكس جدًا جميل، وعجبني كيف أنّهم مهتمين بدرجة الألوان، بحيث تكون متشابهة مع الدرجة اللي بنشوفها عادةً بالتلفزيون، هيك متشبعه بألوانها، ومش باهتهٌ أو فاتحةٌ بشكلٍ زائدٍ عن اللزوم.
فمظهر اللعبة عموماً نظيفٌ وبيُعطي إحساسٍ أنّها شيءٌ فخمٌ.
هذا غير أنّهم مهتمين باللقطات اللي ما قبل المباراة، مثل دخول اللاعبين، واللقطات اللي على الملعب، أو الأنميشن، والمشاهد اللي بتصير أثناء المباراة مثل الاحتفاليات وغيرها، لا لا لا، بصراحةٍ شيءٌ جدًا جميلٌ بصريًا.
تمنّيتُ لو أنّهم اهتمّوا بأسلوب اللعب قد ما اهتمّوا بالرسومات، لأنّ أسلوب اللعب غير مستقرٍ، غير موزونٍ.
ميكانيكيات اللعبة "جيم بلاي" بتحسّها مش ثابتةٌ أو ما لها أساسٍ واضحٍ. اللاعب أحيانًا بيمرّّر تمريرةً سريعةً، ومرةً أخرى نفس التمريرة بنفس الظروف بتكون ضعيفةٌ.
في مشكلةٌ بالموازنة عمومًا، أو "البلانس" مثل ما بيقولوا.
وفي أيضًا مشكلةٌ بالتحكم بتخليك تحسّ أنّ اللاعبين ثقيلين شويّ، أو حركتهم مش طبيعية، ما بتجاوبوا معك دائمًا بالأوامر اللي بتسويها. وفي تأخيرٌ واضحٌ في استيعاب لعبتنا للأمور اللي أنتَ عمّ تعملها.
مِشان هيك بتحسّ اللاعبين عم يتزحلق منك أثناء اللعب، كانّك على ملعبٍ صابوني، وبتحسّ الكورة معهم ما لها وزنٍ، هيك عمّ تطير وتضيع منهم بشكلٍ غبيّ.
ما بعرف لو هالشيء بسبب "البيتا" ولا لا، بس لاحظت أنّ طاقات اللاعبين ما بتفرق كثيرٍ بمستواهم. يعني كلّ المهاجمين سجّلوا، سواء كريستيانو أو سو، هذا ما أدري شو اسمه اللي طاقاته 60، الحارس ما حسّيتُ فيه فرقٍ ما بين الأساسي اللي كان عندي أو لونين اللي اشتريته لاحقًا.
نفس الشيء الوسط والدفاع، الاختلافات بين مستوى اللاعبين تكاد تكون غير ملحوظةٍ على الإطلاق.
ما أدري شلون بدّي أوصف لك إياها، بس بتحسّ اللعبة ماشية على سكريبتٍ معينٍ، بيتوقع شو الشيء اللي أنتَ بدّك إيّاه وبناءً عليه بينفّذ.
يعني مثلاً لو مرّرت بالمثلث تمريرةً بينيةً، لكن وضعية اللاعب اللي عمّ يمرّر له الكرة ما كانت بتسمح لتمريرةٍ بينيةٍ، فبتلاقي كانّها عمّ تقول لك: "لا، هون مش مكان مناسب لهيك تمريرة"، مع أنّ أنا مثلاً لا، أنا كان بدّي أدفّ الكرة قدّام اللاعب بحيث ينطلق وراها، لكن للأسف اللعبة ما استجابت.
نفس الشيء لو رفعت كرةً مثلاً بمقدارٍ جدًا قويّ، بتلاقي أنّ اللعبة تلقائيًا عدّلت هالرفعة، عدّلت هالمقدار، وخلتها مجرد رفعةٍ عاديةٍ.
عرفت يعني؟ بتحسّ كانّه في سيناريوٍ معينٍ راح يتنفّذ بناءً على شو اللعبة بدّها، وليس على الشيء اللي أنتَ فعلاً عمّ تسويه.
الذكاء الاصطناعي: متذبذبٌ ومُتخبطٌ
كمُتحدثٍ، أو مش مُحترفين فيها كثيرٍ، لأنّها فعلاً عمّ تساعد بشكلٍ كبيرٍ على تسهيل اللعب، لكنني ما حسّيتُ أنّها عمّ تتجاوب معي بالشكل الصحيح كشخصٍ عمّ يحاول يلعب مشان يحترف.
أما بالنسبه للذكاء الاصطناعي فمستواه متقلبٌ عمومًا، يعني بعض الأحيان حسّيتُ أنّ دفاع الكمبيوتر ممتاز، اقتطاع اللاعبين للكرة رائعٌ، تقدمهم جيدٌ، مراقبتهم للاعبين جيدةٌ، لكن بأحيانٍ أخرى حسّيتُ أنّهم ضايعين ومش عرفان شو يعملوا.
نفس الشيء بالهجوم، لاحظت أنّ بكثيرٍ من الأحيان اللاعبين ما بيفتحوا معك، ما بيعاونوا معك، أو ما بيفهموا عليك تلقائيًا لِحتى تستمر الهجمة بشكلٍ سلسٍ.
بشكلٍ عامّ الذكاء الاصطناعي حلو، بس يبغى له كثير تعديلات.
"يا زينك يا فيفا!"
بصراحةٍ يا جماعة، في شيءٍ ما عمّ بقدر شيله من راسي أثناء تجربة يو اف ال، واللي هي إنّه قدّيش لعبتنا بتشبه "فيفا".
يعني بسبب تشابههم الشديد، بدأت تلقائيًا أقارن يو اف ال بفيفا، وبصراحةٍ ما في مقارنةٍ بالمرة، مع احترامي لـ يو اف ال طبعًا.
بس أثناء اللعب كنتُ أقول: "يا زينك يا فيفا".
يعني أنا ما زادت قيمة فيفا أو "اف سي" بالنسبه لي أكثر إلاّ لما جربت يو اف ال، لأنّك تشعر أنّها نسخةٌ رديئةٌ من فيفا مثلاً، نسخةٌ رخيصةٌ من "اف سي" أو ما شابه، وكنتُ أحسّ إنّه: "يا ولد، قفل اللعبة وروح العب اف سي".
أصرف لك ما بعرف، ممكن لأنّهم بالغوا بالاقتباس، كلّ شيءٍ بلعبتها بيشبه "فيفا" تمامًا، يعني حتى بعض المهارات الأساسية بتنعمل بنفس التحكم بكلّ حذافيره، فهذا الشيء خلى لعبتهم تظهر بشكلٍ ضعيفٍ أمانةً، وكانّها عمّ تحاول تسرق من لعبةٍ أخرى، وتقدمها على طبقٍ مختلفٍ، بدل ما تسوي الشيء اللي نحن افتقدناه بالألعاب الأخرى.
فلذلك نعم، "جيم بلاي" يو اف ال له وعليه بصراحةٍ، مليان ملاحظاتٍ، مليان سلبياتٍ، وبيحتاج له شغلٍ كثيرٍ. أبداً مش لازم تنزل اللعبة بهذا الوضع، ولازم يحسنوه أكثر.
متعة اللعب: نُقطةٌ إيجابيةٌ
وين الحلو بالموضوع؟
الحلو إنّه التحسينات والتصليحات سهلةٌ، لأنّ أساس "الجيم بلاي" جدًا قويّ، خصوصًا أنّي ما فيني أخفي عليك أبداً إنّه اللعب مُمتع.
يعني بعيدًا عن كلّ شيءٍ، نحن لما نلعب الألعاب بنلعب مشان المتعة، صح؟ وأنا استمتعت باللعبة بصراحةٍ، لقيتُ نفسي متحمسٌ جدًا بالمباريات، وسرعان ما بدأت أبحث عن التسجيل والفوز، عرفت يعني؟ اندمجتُ بأجواء اللعبة، وعمّ بلعب "جيم" وراء الاخر بكلّ حماسٍ،
على الأقلّ وصلتُ لمستوى ما قدرت أُوصلّه بأيّ "فوتبول" مثلاً مع اطلاقها عام 2021.
التعريب: مفاجأةٌ سارةٌ
اللعبة فاجأتني بصراحةٍ لما طلعت على الاعدادات وعمّ أدور بين اللغات، وانصدمتُ أنّ اللغة العربية متوفرةٌ، لا، وتعريبٌ كاملٌ، يعني قوائمٌ وتعليقٌ عربيٌّ أيضًا.
أنا قلت: "بس لازم أحطّ التعليق العربي"، وبدّيت أُفكر مين يا ترى حاطّين المعلق؟ ممكن عصام الشوالي ونسترجع ذكريات أجزاء "فيفا" القديمة، أو ممكن يكونوا عاملين حركةٍ غير مُتوقعةٍ خارج الصندوق، وجايبيين حفيظ الدراجة، أو لا؟
"لا، لعبه سيئة، أضاعت الهجمة. الله، ايه ده يا عمّ؟ أو بالأحرى ما هذا يا أخي؟ تحتدم الهجمة عند الواتسب..."
التعليق العربي: تحفةٌ فنيةٌ
التعليق العربي تحفةٌ بصراحةٍ، ضحكٌ مو طبيعي، مع كامل الحب طبعًا لأحمد البنهاوي وأحمد خيري المعلّقين العرب اللي جايبيهم.
بحثت عنهم بالنت وما لقيت عنهم أيّ شيءٍ، واضح أنّهم مش معلقين بل ممثّلين صوتيين، لأنّ نبرة صوتهم حسّيتُ أنّي سامع "سبونج بوب" قبل هيك، عرفت ولا شي؟
مسلسل كرتوني، بتحسّه شوي وبده يقول لك: "يا بسيط!"، فجأة بيتحمس، مع أنّ ما في هجمة خطيرة، ما بتعرف ليش؟
نحتاج لرفع النسق بالمقابل بتسجّل جول، وبتلاقيه ما بحمس معك، بيحكي عن امورٍ ثانية، أحب أسلوب الفريق الضيف فجأة بيعطيك تعليقاتٍ غريبةٍ جدًا مثل: "هذا سيُغلب النعاس حارس المرمى"، أو مثل: "هذا كريستيانو رونالدو، ودمّج لك العربي الفصيح مع اللهجة المصرية".
معلّم، أنتَ ما بتعرف بالضبط هو بده يحكي عربي فصحى ولا لهجة عامية، يعني بقول لك: "إنّنا في يومٍ مشمسٍ جدًا. ايه، الشطة القوية للّغاية".
هذه عرفت يعني؟ مخّك بعلق وأنتَ عمّ تسمع التعليق، إنّه: "إنّه يا برو أنتَ معنا ولا معهم؟"
بس لا لا، التعليق العربي يفوز، أنا انبسطت عليه، وضَحّكني كثير. ورجاءً يعني يا مطوّري لعبه يو اف ال لا تغيّروه لما بتنزل اللعبة النهائية، لأنّه واحدٌ من أكبر مزايا لعبتكم.
الهدف من الفيديو
هذا الفيديو هدفه الأساسي هو الحديث عن "الجيم بلاي" والجرافيكس بدون ما أطرق للمشاكل اللي موجودة، مثل مشاكل السيرفرات، أو اللغة العربية المقلوبة ببعض الأحيان، أو حتى الهدف من اللعب وأسلوب التقدم.
لأنّ بصراحةٍ التقدم حسّيته كثير سهل، يعني خلال ساعتين لعبٍ تقريبًا، اشتريت تشكيلة كاملةٍ، وبنيتُ فريق "ابن كلب".
لكن بعتقد أنّ هذا الأسلوب بس بنسخة البيتا، ولما بتنزل اللعبة الكاملة راح يختلف الوضع.
مُتجرُ اللاعبين
عجبتني فكرة إنّه شراء اللاعبين بيعتمد على الفلوس وعلى السمعة، يعني في نقاط سمعةٍ ما بتقدر تجمعها إلاّ من خلال اللعب، واللاعبين اللي طاقاتهم فوق الـ 80 ما بتقدر تشتريهم إلاّ لو كان عندك نقاط سمعةٍ كافيةٍ.
أسعار اللاعبين ثابتةٌ، أو على الأقلّ هذا اللي موجود حاليًا، وأعتقد إنّه لازم، وضروري يكون في متجرٍ بين اللاعبين بيعٍ وشراءٍ، في تفتيح "بكجات"، بس حسّيته نايم بصراحةٍ وما له جوّ أبداً.
السكنات
في شغلٌ اسمها السكنات، بتركّب سكن لكلّ لاعبٍ عندك.
وهذا السكن مو ملابس بيلبّسها، لا لا لا، هذا بيكون شيءٌ مثل خاصيةٍ معينةٍ بتركّب له إياها بحيث تُزيد نقاطه أثناء المباراة، أو تُزيد له شيءٍ معينٍ، كلّ سكنين له مزايا مختلفةٌ، وكلّ لاعبٍ له ليفلٍ معينٍ فينك تُلفّل لعبتك، يعني ترفع مستواهم.
أمانةً ما فهمتُ شو الفائدة من التلفيل، وبصراحةٍ ما اهتمّيتُ لأنّي كنتُ مُركزٍ أكثر شيءٍ على اللعب و"الجيم بلاي".
مُلاحظاتٌ إيجابيةٌ
وفي هيك أمور متفرّقةٌ عموماً حلوةٌ بصراحةٍ، مثل إنّه لو خصمك انسحب والنتيجةِ تعادل، بيحسبوا لك إياها فوز.
لكن حقوق الملاعب والاندية وهالأشياء جدًا ضعيفةٌ، بس حبيتُ كيف أنّ لعبتنا فيها تخصيصٌ بالملاعب والاطقم وغيرها.
وأتمنى إنّهم يزيدوها شويّ، لأنّ "فيفا" وصلت لمراحلٍ متقدّمةٍ جدًا من هالناحية.
يو اف ال: بدايةٌ واعدةٌ
لكنّ في شيءٍ مهمّ لازم نحطه بعين الاعتبار بعد كلّ هالكلام: إنّه يو اف ال من تطوير نا ناس، أول مرةٍ يُطوّروا لعبة كرة قدم، فطبيعي جدًا إنّك تشوف كلّ هالأخطاء اللي عملوه كناسٍ أول مرةٍ يُطوروا لعبةً أصلًا.
وأعتقد إنّه يو اف ال مستحيل توصل لمستوى مُبدعٍ إلاّ من خلال إنّها تنزل للجمهور، ويلعبوا حتى لو فيها مشاكل، ويُعطوا ملاحظاتهم للمُطوّرين، وبناءً عليها يبدأ الاستديو المُطوّر يحسّنها ويضبطها.
ليش؟ لأنّك عمّ تنافس "أيّ أيّ" اللي صار لهم بهالمجال أكثر من 30 سنة، وطوّروا أكثر من 30 لعبة، فمنطقي راح يتفوقوا عليك، أكيد، طبعًا راح يتفوقوا عليك، إلاّ لو قدرت تلعبها صح وتكسب الجمهور لصفّك.
أنتَ أوريدي كسبت الجمهور، بعدها أشياءٌ مثل إنّها مجانيةٍ، وواجهتها هو كريستيانو رونالدو، ومسوين سيرفر بالديسكورد وغيرهم، ما باقي غير إنّك تبدأ تسمع الانتقادات الناس وتحسّن لعبتك بناءً عليها.
لأنّ بصراحةٍ بوضعها الحالي، زعلتني وحسّيتها ما بتلعب أكثر من ساعتين ثلاثه قبل ما تلاقي نفسك راجع لـ "أيّ أيّ" مجدّدًا، وعمّ تقول لهم: "تعالوا يخرب بيتكم ما ردّنا لكم".
لا تنسوا اللايك والنشر والاشتراك، واكتبوا لي بالتعليقات كمّ تقييمكم للبيتا.