مراجعة وتقييم لعبة Hellblade 2
مراجعة شاملة للعبة هيل بلايد 2 - Hellblade 2
لعبة هيل بلايد 2 : هل هي تحفة بصرية أم مجرد تكرار للجزء الأول؟
المقدمة :
منذ أن بدأت تقنيات الألعاب تتطور، ونحن سنة بعد سنة نرى ألعابًا تقدم رسوميات أقوى، ومع كل إصدار جديد نقول: "هذه أفضل جرافيك على الإطلاق ". وعلى الرغم من أن هذه العبارة قد تبدو مبتذلة ومكررة، إلا أنني أقول لك: مع إصدار "هيل بلايد 2" رسميًا، أصبحت هي اللعبة التي تنطبق عليها عبارة "أفضل جرافيك على الإطلاق".
قد تستغربون من بدء مراجعتي لـ "هيل بلايد 2" بالحديث مباشرة عن الجرافيك ، لكني أرى أنها أنسب طريقة لبدء الحديث عن هذه اللعبة. كون الرسوميات هي أول شيء باعونا عليه اللعبة من لحظة إعلانها الأول، وبجميع عروضها ما بعد ذلك.
مميزات اللعبة ولكن ؟
لذلك، سأركز أولًا على الرسوميات، ومثلما توقعت تمامًا، قدمت الرسوميات المطلوب منها وأكثر، ولم تخيب ظني أبدًا. في الحقيقة، على الرغم من توقعاتي العالية للمستوى الرسومي، انبهرت أكثر عندما رأيتها على أرض الواقع. "هيل بلايد 2" قدمت ثورة في الرسوميات، قفزة هائلة تقنيًا بين الجزء الأول والثاني، أو حتى فرق واضح بينها وبين أي لعبة أخرى قدمت رسوميات قوية في السنوات الأخيرة.
يسهل النظر إلى "هيل بلايد 2" ثم قول عدة عبارات مثل: "أفضل رسوميات لعبة حتى الآن"، "أفضل تحريك وانيميشن لعبة في 2024"، "أفضل لعبة استعرضت قوة الـ Xbox Series X"، "أفضل لعبة استطاعت استعراض عضلات الـ Unreal Engine 5".
تذكرون في عام 2020 عندما عرضوا لنا ذلك العرض المليء بالتفاصيل في المياه والصخور؟ "هيل بلايد 2" تجاوزت هذا العرض بالكامل، وقدمت أفضل من أي استعراض تقني رأيناه سابقًا لهذا المحرك. يجب على "Epic Games" أن يكافئ الاستوديو، لأن لعبتنا هي من الألعاب النادرة في العالم التي يتجاوز مستواها النهائي مستوى عروضها الترويجية.
- هنا يجب أن تتوقع شيئًا عاليًا جدًا فيما يتعلق بتصاميم الوجوه والشخصيات، وباستمرارية الجودة البصرية العالية. أينما نظرت، مهما ابتعدت، ومهما كانت النقطة التي تركز عليها، ستنبهر كيف صمم كل شيء بدقة متناهية، وكأنه المنطقة الرئيسية في اللعبة.
يمكنك أن تخدع أي شخص لا يفهم في الألعاب وتقول له إنك تشاهد فيلمًا واقعيًا. حتى تفاصيل الصخور والمياه والأعشاب وكل شيء مصمم بأعلى مستويات الإتقان البصري والتقني.
الأشياء المحيطة بالرسوميات رائعة أيضًا، مثل الإضاءة السينمائية، التي تتميز باتجاه فني جميل جدًا وغير معتاد من هذا الاستوديو.
أسوء ما في اللعبة :
يمكنني أن أتحدث عن سلبيات كثيرة في "هيل بلايد 2"، ولكن الرسوميات لن تكون واحدة منها. الرسوميات كانت متميزة على الرغم من وجود عدة عوامل كان من المفترض أن تؤثر عليها سلبًا، مثل دقة العرض المنخفضة أو الإطارات السوداء السينمائية التي أزعجتني أثناء اللعب والتي أعتقد أنه لا مكان لها في عالم الألعاب، ويجب على المطورين التوقف عن استخدامها.
حتى معدل الإطارات المنخفض لم يؤثر سلبًا على تجربتي. في الواقع، كانت هذه أنظف 30 إطارًا جربتها مؤخرًا في الألعاب، وإذا كان انخفاض الدقة هو الثمن لتقديم هذا المستوى من الرسومات، فأنا موافق.
الآن، السؤال الحقيقي الذي يجب على لعبتنا أن تجيب عليه هو: "ماذا بعد الرسوميات؟" صحيح؟ يعني، حسنًا، قدمتم رسومات مذهلة، ولكن ماذا يوجد وراء ذلك؟
دعونا نتحدث عن اللحظة التي بدأت فيها لعب "هيل بلايد 2". سرعان ما لاحظت أن لعبتنا بدأت تستعرض عضلاتها في جوانب أخرى، حتى تتعمد إبهاري فيها وتجعلني أتوقع ما أنا مقبل عليه بالضبط.
اللعبة مختلفة بشكل واضح عن أي شيء آخر قدمه الاستوديو سابقًا. هناك بعض التفاعل من طرفك كلاعب مع بعض القتالات أو الألغاز، وكل هذا ستكتشفه خلال الساعة الأولى من اللعب وستكمله حتى الساعة الأخيرة.
ضع في اعتبارك أن "هيل بلايد 2" هي لعبة سينمائية بشكل رئيسي،
هدفك الأساسي منها هو أن تمشي بالشخصية من نقطة إلى أخرى وتشاهد القصة تنكشف أمامك. لذا، لا تحملها فوق طاقتها وتتوقع أن ترى عناصر لعب مبهرة وعالمًا متفاعلاً وحيويًا.
اللعبة خطية جدًا وتحتوي على الحد الأدنى الذي يمكن أن تتوقعه من أي شيء يتعلق بالـ Gameplay. عناصر اللعب مقتصرة على المذكور سابقًا، بقتال جيد في أساسه، ولكنه لم يختلف كثيرًا عن الجزء السابق.
بصراحة، استمتعت بالقتالات في الجزء السابق أكثر، لأنه كان شيئًا جديدًا ومختلفًا. هنا، كان الوضع لا يخلو من الملل والتكرار المزعجة والسطحية التي شعرت بها بسرعة في تصميم القتال، على الرغم من ثقل المواجهات ووزنها وأهميتها. أنت لا تقاتل إلا في الأوقات التي يكون فيها القتال له أهمية لسير أحداث القصة، مع طريقة سير القتالات السينمائية الجيدة التي جعلتني دائمًا أشعر بالتوتر والحماس، على الرغم من معرفتي أنني غالبًا ما سأخسر هذا القتال أصلًا.
لديك أيضًا الألغاز، والتي بصراحة مضحكة. تشعر أنها مصممة لطفل صغير جدًا، "بسيطة" كما يقولون. لا يوجد فيها تحدٍ ولا شعرت أنها ذات أهمية، هذا غير أن الألغاز تحل نفسها بنفسها أصلًا، وكأن الهدف منها فقط تطويل عمر اللعبة.
في الحقيقة، هذا صحيح. كل عناصر الـ Gameplay فكرتها الأساسية هي أنها تعطيك شيئًا تتفاعل معه، وتسليكًا للوقت حتى نصل للنقطة التالية. كل أساليب اللعبة التي تراها هنا هدفها الحقيقي هو أنها تجعلك تقضي وقتًا أطول مع اللعبة، بحيث تعيش حالة "سينوا" النفسية أكثر، وتشعر بالانزعاج من الشخصيتين اللتين تتحدثان داخل رأسك، وكأنك مجنون، واحدة تتحدث من هنا والثانية تتحدث من هناك، تعيش الموقف وكأنك أنت المريض.
ستضرب رأسك بالحيط وتقول: "اسكتوا، أرجوكم!"
وهذه هي الفكرة من "هيل بلايد" عمومًا. لعبتنا ليست لعبة عادية، إنها تجربة غامرة تأخذك في رحلة إلى ذهن مريضة بمرض الذهان، وهو مرض نفسي يعرض صاحبه لعدة هلوسات وأوهام، وقد وضعوا هذه التجربة بالكامل داخل قالب العصور الوسطى والقرن التاسع الميلادي والأساطير الإسكندنافية.
ولكن هل القصة فعلاً تتمحور حول الأساطير الإسكندنافية؟ في الحقيقة، لعبتنا تستخدم كل هذا الإطار كجسر لتمرير القصة الحقيقية لبطلتنا، والهدف الأساسي، أو الرسالة الكبرى التي يحاولون إيصالها، والتي أعتقد أنهم نجحوا في إيصالها بشكل ممتاز بطريقة سرد رائعة جدًا.
بالتأكيد استطاعوا تقديم تجسيد ذهني لحالة بطلتنا ومرضها النفسي. هذا هو هدف اللعبة باختصار، أن تعيش كـ "سينوا"، تعيش مكانها، وتحس بإحساسها بالرعب والخوف والتوتر. ولكن السؤال الآن: ما الجديد بعد أن أنهيت اللعبة؟
أول سؤال طرحته كان: "ما الفكرة؟ ما الفائدة المرجوة من كل هذا الشيء الذي يسمى "هيل بلايد 2"؟
هل كنا بحاجة فعلاً إلى جزء ثانٍ؟ لأن كل العناصر التي قدمتموها هنا أنتم قدمتموها بالفعل في الجزء الأول. كل شيء اعتمدت عليه لعبتنا في الجزء الثاني موجود في الأول. اللعبتان "نسخ ولصق" من بعضهما البعض، لا يوجد تطوير ملحوظ أبدًا، باستثناء الرسومات بالطبع. حتى القصة والـ lore والرحلة القصصية كلها، شعرت أنها "حشو" عديم القيمة تمامًا.
هذا جعلني لا أفهم لماذا يوجد شيء اسمه "هيل بلايد 2". لماذا حولتموها إلى سلسلة بعد ما كانت مجرد لعبة حلوة بتجربة مختلفة، وانتهت بخيرها وشرها؟
إن كانوا يبيعون لنا هذه اللعبة على أساس التجربة ككل، الـ "experience" يعني، بالصوتيات والاضطرابات وهذه الأمور كلها، فنحن أورييدي جربناها نفسها تمامًا قبل بضع سنوات مع الجزء الأول. ولو كان هدفهم أن يجسدوا لنا المرض النفسي لـ "سينوا" ويعيشونا هذه اللحظات، فنحن سبق وعشناها نفسها تمامًا في الجزء الأول. لماذا نعيدها في الجزء الثاني؟ أنا لست فاهمًا.
لماذا تضيع كل هذه الموارد وتذهب لعمل جزء ثانٍ لا يقدم أي شيء لمصلحة السلسلة ككل حتى يبدأ معها أي شيء حرفيًا؟
"هيل بلايد 2" أشبه بـ "الريبوسوم" (rehash)، تشعر أن "هيل بلايد 2" كانت مشروع لعبة إطلاق مع الـ Series X لتنزل يوم إصداره في 2020 لتستعرض عضلاته، ولكنها تأخرت أربع سنوات فقط.
هذه مشكلتي مع "هيل بلايد 2" بالنسبة لي. إنها لعبة فقيرة جدًا من ناحية هويتها والشيء الذي تحاول تقديمه كجزء ثانٍ. صحيح أن فيها أشياء مبهرة، ولكن مع مرور الوقت يبدأ الانبهار من الأشياء التقنية (الرسوميات، الصوتيات) يقل، ويبدأ التركيز على الأشياء التي تجعل اللعبة لعبة، والتي تعتمد عليها "هيل بلايد 2" للإبهار. هذه الأشياء كلها رأيناها سابقًا، وانبهرنا بها من قبل، فلماذا تقدمها لي من جديد بدون أن تطور أو تغير أي شيء فيها وتتوقع أني سأنبهر مجددًا؟
لذلك، عندما أمسكت باللعبة وسألتها: "ما الشيء الذي قدمتيه لتجعليني أستمر في اللعب؟" وجدت أن لعبتنا سكتت ولم تستطع الإجابة على هذا السؤال بتقديم أي شيء جديد أو مختلف عما قدمته سابقًا.
حتى لو أن المطورين أضافوا نوعًا جديدًا من اللعب ونوعًا جديدًا من الألغاز، لا تضحك علي أيها المطور العزيز. أنت تبيع لنا لعبتك على أنها تتمة قصصية لشيء كان في الأساس تجربة واحدة وانتهت، وهنا سأكون دقيقًا جدًا في تقييمي.
نعم، أنا شخص أدقق كثيرًا على الأجزاء الثانية، لأن الجزء الثاني دائمًا ما يحمل على عاتقه مسؤولية إقناعي لماذا قرر مطورها عمل جزء ثانٍ. هل يستطيع هذا الجزء تطوير اللعبة الأولى وصنع سلسلة قوية؟
هذا السؤال فشلت "هيل بلايد 2" في الإجابة عليه. وللأسف الشديد، أكرر أنني ليس لدي مشاكل كثيرة مع "هيل بلايد 2" في الحقيقة. معظم مشاكلي معها يمكن تجاوزها نظرًا لكونها لعبة فريدة ومختلفة. مشكلتي الكبرى معها هي أنني لست فاهمًا ما الفكرة منها، ما الهدف من تقديم جزء ثانٍ وتحويلها إلى سلسلة طالما أنك لست مستعدًا لتقديم أي شيء جديد؟
مسلسل قصير مكون من خمس حلقات كان ليكفي ويزيد، وكان سيوفر عليكم فلوسًا ووقتًا ومجهودًا بصراحة، وكان ليعطي نفس التأثير تمامًا على نفسية المتلقي. صحيح أنه سيفتقر إلى جانب التفاعل معها كلاعب، ولكن أنت أساسًا كلاعب ليس لديك تفاعلات كثيرة أصلًا. أنت فقط تحرك الشخصية وتعيش الأحداث وانتهينا.
لذلك، وبناء على كل هذا الكلام، "سينوا ساغا: هيل بلايد 2" تستحق في نظري، على أعلى تقدير، سبعة من عشرة.
نعم، هي لعبة رائعة فيما تقدمه، هي لعبة ستفوز بجوائز كثيرة، هي لعبة تقدم تجربة مختلفة وفريدة من نوعها، لا يوجد شيء يشبهها غالبًا، ولكن هل هي مميزة عن سابقتها؟ هذا هو السؤال.
"هيل بلايد 2" تصدر اليوم ( 21 مايو 2024 ) حصريًا أو على الأقل مؤقتًا على منصة Xbox وأجهزة الكمبيوتر الشخصي، والجميل أنها تباع بسعر 50 دولارًا وليس 70 دولارًا. بالتأكيد، هي موجودة أيضًا على Game Pass.
التقييم النهائي :
تقييم عبدالله ريفيوز / 7.0 / 10 ✅
تقييم موقعنا للعبة / 6.1 / 10 ✅
ما هو رد فعلك؟